ماهو الــ Digital dark age

 ماهو  الــ Digital dark age

العصور المضلمة  dark age :  هو مصطلح يستخدم للدلالة على العصور الوسطى في أوروبا وهي الفترة ما بين الأعوام 400  و 1400 تقريبا حسب موقع ويكيبيديا . لكن في العالم الإفتراضي فمعنى Digital dark age  هو ابعد بذلك بكثير . حيث انه يعني الفترات التي يصبح فيها من الصعب الرجوع إلى سجلات تقنية قديمة وقرائتها لعدة اسباب . إما لأنها لم تعد قابلة للقراءة بسبب صيغتها او إمتداداتها التي لم تعد الحواسيب والاجهزة الحديثة تتعرف عليها لانها قديمة جدا ولم تعد مدعومة ،  بل وكذلك بسبب ان الاجهزة التي كانت تخزن هذه المعلومات لم تعد تتنج في عصرنا الحالي وبالتالي نتحدث عن إنقراضها وإنقراض مختريعها ومصنعيها بل والعاملين بها . فعلى سبيل المثال وكالة الإستخبارات الامريكية NSA  والمعروفة بتسجيلاتها التي حققت الرقم القياسي من حيث المساحة الكبيرة للبيانات المخزنة على مر السنين ،  قد وقعت في مشكلة  الـ Digital dark age  حيث ان البيانات التي خزنتها في سنة 1976 لم تستطع الرجوع إليها بسبب انها كانت تسجل على اشرطة ممغنطة غير قابلة للقراءة بسبب إمتداداتها المجهولة .

 بل وعند البحث عن رؤساء الاقسام والمبرمجين الذين كانوا يعملون مع الوكالة في ذلك العصر ، وجدو ان اغلبيتهم إما توفتهم المنية او غادروا الوكالة وبعضهم لم يعد يتذكر طريقة معالجة البيانات . هكذا اضحت تلك البيانات غير قابلة للإستثمار . ونفس المشكلة وقعت فيها شركة BBC وغيرها من الشركات والقنوات التلفزية التي تحتاج إلى تخزين كم هائل من التسجيلات .

ولعل   Digital dark age هو نتاج التطور السريع للتقنية ، بحيث انه في كل سنة تظهر تكنولوجيات جديدة واساليب معالجة بيانات متطورة عن سابقتها ، تجعلنا نتخلى شيئا فشيئا عن بعض التقنيات مما يسفر عن تقادمها مع مرور الوقت . 

إشكالية   Digital dark age  هي إشكالية حديثة الولادة ، حذرت منها شركة جوجل خلال الاشهر القليلة الماضية . بل وهي من المآزق التي احرجت العديد من الشركات العالمية والتي اضحت تفكر وتبحث في نهج طرق لحماية بيانتها الحالية وفي المستقبل من التقادم وإستحالة الرجوع إليها في اي وقت .

إن السرعة الكبيرة التي تتطور بها التقنية تجعلني اخشى المستقبل خصوصا مع الإعتماد الكبير للإنسان على التكنولوجيا  . حيث اصبحنا شبه روبوتات متحركة ، هواتف ذكية ، ساعات ذكية نظارات ذكية ... كل هذا قد لايخلوا من اضرار في المستقبل على الانسان وعلى الطبيعة 

إرسال تعليق

0 تعليقات